سؤال في صحة أحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
وصلني سؤال يقول:
انتشر على جروبات الواتس مقطع في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم به بعض الأحاديث الواردة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، الأول: (من صلى علي في اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين منها في الآخرة وثلاثين منها في الدنيا)، والثاني: (من صلى عليَّ ألفَ صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة)، والثالث: (من صلى عليَّ حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا، أدركته شفاعتي يوم القيامة)، (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام). فما مدى صحة هذه الأحاديث؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فإن للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضل عظيم بيّنه ربنا جل وعلا بقوله: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"(الأحزاب: 56)، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا " وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة التي تبين لنا فضل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما عن هذه الأحاديث المنتشرة ومدى صحتها فالحديث الأول (من صلى علي في اليوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين منها في الآخرة وثلاثين منها في الدنيا) أخرجه ابن النجار عن جابر، والحديث الثاني(من صلى عليَّ ألفَ صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة) أخرجه أبو الشيخ عن أنس، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة(5110): ضعيف جداً، والحديث الثالث (من صلى عليَّ حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا، أدركته شفاعتي يوم القيامة) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب حديث رقم (396)، والسلسلة الضعيفة حديث رقم (5788).
والحديث الرابع (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام) أخرجه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وحسنه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم (5679)، والسلسلة الصحيحة حديث رقم (2266)، وصحيح سنن أبي داود حديث رقم (1779).
وليعلم السائل الكريم أن في الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي غيرها، الغنية والكفاية عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة المنتشرة في المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه ونشره فقال: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"(رواه البخاري)، وقد ذكرنا في البداية ما يدل على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الكريمة والحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه. والله أعلم.