يقول الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله تعالى:
((أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم, لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدىء, ولا صاحب ورع فيستفيد منه المتزهد , فالله الله, وعليكم بملاحظة سير القوم, ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم, فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم ... ولقد نظرت في ثَبَت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد, وفي ثَبت كتب أبي حنيفة, وكتب الحميديّ, وكتب شيخنا عبد الوهاب , وابن ناصر, وكتب أبي محمد الخشاب
, وكانت أحمالاً, وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه, ولو قلت: إني قد طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر, وأنا بعد في الطلب
فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم وقدر هممهم وحفظهم وعباداتهم وغرائب علومهم ما لا يعرفه مَن لم يطالع, فصرت أستزري ما الناس فيه, وأحتقر همم الطلاب, ولله الحمد))