المساهمات : 708 تاريخ التسجيل : 04/05/2011 العمر : 40
موضوع: تربية الأولاد في الإسلام الإثنين يونيو 18, 2012 6:37 pm
تربية الأولاد في الإسلام إعداد : د/ أحمد عرفة إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران:102]. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء:1]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم: 6]. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) يقول أدبوهم وعلموهم. وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (قوا أنفسكم وأهلكم ناراً): اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار. وقال مجاهد: (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله. وقال قتادة: تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوموا عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها. وقال الضحاك ومقاتل: حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.انظرتفسير ابن كثيرجـ8صـ167)0 وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالرجل في بيته راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها). وجاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته لم يجد ريح الجنة). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع. وأخرج أبو داود في سننه بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع). إن أولادنا ثمرة فؤادنا وفلذة كبدنا، ومحط أنظارنا، ومنتهى آمالنا، وحملة اللواء من بعدنا، ومتمموا المسيرة بعد انتهائنا، لا جرم اهتم الإسلام بالأولاد وأكثر من الوصايا بتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة حتى لا يسقط اللواء من أيديهم ولا يقفوا دون تكميل المسيرة. مواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم العملية في اهتمامه بتربية الأطفال وتعليمهم وتوجيههم وإرشادهم ما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يجلس يوماً على الطعام ويجلس معه عمر بن أبي سلمة فتطيش يد عمر في الصحفة فيقول صلى الله عليه وسلم معلماً مؤدباً ومربياً: يا غلام. بسم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك. وأخرج البخاري ومسلم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا معاذ، قلت: لبيك وسعديك ثم قال مثله ثلاثاً: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: لا. قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم سار ساعة فقال: يا معاذ، قلت: لبيك وسعديك، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم. وجاء عند الإمام الترمذي في سننه بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). فالتوحيد يقوي اليقين بالله ويجعل القلوب تتعلق بخالقها وبارئها وحده ترجو رحمته وتخشى عذابه وتهون الدنيا كلها في ذات الله فلا يملك أحد ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله وعلى ما جرت به مشيئته وأقداره. وانظر معي إلى سيدنا لقمان الحكيم وهو يوصي ولده ماذا قال له اسمع لكلام ربك سبحانه وتعالى حكاية عنه: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير) [لقمان: 13-16]. ما أحوجنا أيها الأخوة الأحباب إلى أن نردد مع أطفالنا قول ربنا: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) [النساء: 103] وقوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43]. وقال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) [التوبة: 180]. ما أحوجنا إلى أن نردد مع أطفالنا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح) [رواه البخاري ومسلم]. وقوله صلى الله عليه وسلم: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) [رواه أبو داود والترمذي بسند صحيح]. وقوله: (ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط) [رواه مسلم]. وقوله: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات أيبقى ذلك من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) [رواه البخاري ومسلم]. وما أحوجنا إلى أن نردد مع أطفالنا وصية لقمان لابنه: (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) [لقمان: 17]. ما أحوجها إلى أن نردد مع أطفالنا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إماطة الأذى عن الطريق صدقة) [رواه البخاري ومسلم]. (الكلمة الطيبة صدقة) [رواه البخاري ومسلم]. (ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) [صحيح الجامع للألباني (3519)]. قال يزيد بن معاوية: (أرسل أبي إلى الأحنف بن قيس فلما وصل إليه قال له: يا أبا بحر ما تقول في الولد؟ قال: يا أمير المؤمنين ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نصول على كل جليلة، فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، يمنحوك ودهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقلاً ثقيلاً فيملوا حياتك ويودوا وفاتك، ويكرهوا قربك، فقال له معاوية: لك أنت يا أحنف لقد دخلت عليّ وأنا مملوء غضباً وغيظاً على يزيد. [مكاشفة القلوب، ص209]. وجاء رجل إلى عبدالله بن المبارك فشكا إليه بعض ولده، فقال: هل دعوت عليه؟ قال: نعم، قال: أنت أفسدته.